نبض العالم

تاج الدين: مصر لديها كوادر وبنية تحتية طبية قوية

تاج الدين: مصر لديها كوادر وبنية تحتية طبية قوية

 

أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية أن مصر لديها كوادر

طبية عالية الكفاءة وبنية تحتية قوية في المجال الطبي, وقامت بالاستعداد مبكرا لمواجهة جائحة كورونا منذ ظهور الفيروس في الصين.

 

جاء ذلك في كلمة الدكتور عوض تاج الدين اليوم الخميس في ندوة تفاعلية عن “النظم الصحية وتداعيات أزمة فيروس كورونا

المستجد” نظمتها المنظمة العربية للتنمية الإدارية عن بعد (nln).

 

وقال مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية إن كل محافظة في مصر لديها مستشفى حميات وأخرى صدري،

ومصر لديها أكبر مستشفى للأمراض الصدرية في الشرق الأوسط وهي مستشفى صدر العباسية التي اسست 1893.

 

وأضاف الدكتور عوض تاج الدين أنه منذ أزمة مرض سارس منذ عدة سنوات حيث كنت وزيرا للصحة، أسسنا وحدات رعاية

مركزة واهتممنا بهذه المشكلة المتمثلة في الأوبئة والأمراض التنفسية.

 

وأوضح أن لدينا عدة آلاف من الأطباء لديهم زمالة الطبية وهي زمالة تدريبية, وكل الكوادر الذين تخصصاتهم لها علاقة بهذا

الموضوع تفرغوا في هذا الاتجاه, ومن ليس مدربا منهم يتم تدريبه، وكل أطباء الامتياز يساعدون على عملية التأهيل في

الرعاية المركزة, لأن العالم كل 10 سنين يواجه جائحة، وبالتالي يجب أن يكون لدينا استعداد قوى للتعامل مع مثل الأوبئة.

 

وأشار إلى أن مصر تعاملت مع هذه المشكلة في وقت مبكر وكان عندنا نوع من الترصد الشديد أمراض الأنفلونزا بصفة عامة

وفيروسات الجهاز التنفسي بصفة خاصة وذلك اعتبارا من موسم الحج الماضي أي في نهاية شهر أغسطس عام 2019, وقال

إنه من ظهور الفيروس في الصين بدأنا الاستعداد والتعامل مع هذه القضية ترقبا وتحسبا لهذه الجائحة.

 

وأوضح أن الخطوة الأولى في مصر كانت إرسال الرئيس عبد الفتاح السيسي طائرة لإعادة المصريين الموجودين في ووهان

بالصين بعد ظهور المرض وتم وضعهم في العزل بمرسى مطروح بعيدا عن القاهرة لمدة 14 يوما وتأكدنا بعد انتهاء هذه الفترة

أنهم لا يحملون الفيروس.

 

وقال “إنه بعد ظهور الحالات في مصر تم التركيز على الاكتشاف المبكر ووضعنا خطة لمناطق العزل في مختلف محافظات

الجمهورية والاكتشاف الوقائي”، وأشار إلى أن هذا الفيروس تركيبه الجيني مختلف عن الفيروسات الأخرى وقوته الوبائية 10

أضعاف الفيروسات الأخرى، حسب أحد الأبحاث في الخارج.

 

وأضاف “حتى الآن الوضع في مصر متماشي مع الأرقام العالمية حيث أن نحو 80 إلى 85 في المائة من الحالات تكون بسيطة

أي تحمل الفيروس من غير ظهور أي أعراض عليها ومن كل مائة مصاب هناك ثمانية قد يحتاجون لدخول مستشفى وقد

يحتاجون إلى عناية مركزة”.

 

ولفت إلى أن هذه الجائحة ساعدت على تحديد وتقييم للقوى البشرية والتجهيزات الطبية في مصر وكذلك عدد أجهزة

التنفس الصناعي الموجودة وعدد الأجهزة الأخرى المساعدة في العناية المركزة وما هو الاحتياطي الاستراتيجي الذي نحتاجه

ومدى توفر أماكن الرعاية المركزة, وأردف قائلا “الأمور حتى الآن تحت السيطرة والحمد الله”. وردا على أسئلة المشاركين في

الندوة عبر الإنترنت..

 

قال الدكتور عوض تاج الدين “حتى اللحظة لا يوجد عقار ضد هذا الفيروس وكل المحاولات الحالية تعتمد على استخدام

عقارات قديمة”, وأشار إلى أن العقار الذي جربته الصين (أفيجان) وهو أصله ياباني صنع عام 2014 ويتداول كدواء هناك ضد

الإنفلونزا العادية.

 

وأضاف “أنه من المعروف أن فترة حضانة المرض تمتد حتى 14 يوما وقد تطول في بعض الحالات ولكن بالنسبة لهذا العقار فبعد

التجارب الإكلينيكية تبين أن هذا العقار يقصر فترة الحضانة إلى 4 أيام, حسبما قال الصينيون”, وأوضح أن الأمر الثاني وفقا

تجارب الصين أن الحالات الشديدة والشديدة جدا التي دخلت الرعاية المركزة تحقق نتيجة أفضل باستخدام هذا العقار.

 

وقال إن هذا الدواء أتينا به ونقوم باختباره, وبدأنا اليوم اختباره على 50 مريض في عدد من المراكز الطبية, لمعرفة هل له تأثير

أم لا, لافتا إلى أنه لم يقل أحد إنه يعالج الفيروس, ولكن نجربه من أجل رصد التأثير الإكلينيكي على المرضى الذي يعانون من

هذا الفيروس, وأضاف أن بروتوكول العلاج الذي ينفذ بمصر هو المطبق في كل دول العالم ويحقق نتائج.

 

وأشار إلى أن الآلة العلمية الطبية المصرية رفيعة المستوى عملت على متابعة التجارب العالمية, وقال “أنا شخصيا عندي

حصر بعدد التجارب التي تجرى في العالم على العقاقير القديمة والجديدة لمواجهة هذا الفيروس”.

 

ولفت إلى أنه لا يوجد تطعيم حتى الآن ضد فيروس كورونا, معربا عن اعتقاده بأنه لكي يتم التوصل للقاح وإنتاجه ودخوله حيز

الاستخدام فإن الأمر لن يستغرق أقل من 9 أشهر.

 

وحول توطين الصناعات الدوائية في العالم العربي.. أكد مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية أهمية هذا التوجه

خاصة في ظل تصارع العالم على الأدوية والمعدات الطبية, وقال إن هذه التجربة الحالية يجب أن تعلمنا أن يصبح لنا كيان ننتج

فيه لقاحات وأدوية وأجهزة طبية.

 

وأضاف أن معظم الحالات المتوفاة إما كبار السن, أو أمراض أخرى, مشيرا إلى أنه مازالت الإنفلوانزا الموسمية تتسبب في

عدد وفيات أكثر من كورونا في كل دول العالم باستثناء أمريكا وإسبانيا وإيطاليا (وهي الدول الأكثر تأثرا بـ كورونا), ولفت إلى أن

السلوك الشخصي والتباعد الاجتماعي في آسيا يقلل الإصابات.

 

من جانبها, أكدت الدكتورة مها الرباط وزير الصحة الأسبق المبعوث الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية أهمية

التنسيق الدولي وداخل المجتمعات لمكافحة المرض, مشيرة إلى أن المجتمعات يجب أن تكون شريكا حيويا في هذه

الاستجابة ولا يجب إلقاء كل شئ على النظام الصحي لأن انتشار العدوى يبدأ في المجتمع. وحول المخاوف من الوضع في

شهري مايو ويونيو.. قالت إن التدابير التي تتخذها الحكومات للتقليل من الحد من الانتشار, مع علاج أو عزل الحالات, مهمة

لمحاصرة المرض في الفترات القادمة. وشددت على أنه يجب أن تكون هناك تدابير صارمة من الحكومات والأفراد وإلا فإن

الأعداد قد تزيد, ولذا يجب أن يعرف المجتمع دوره, وأن يكون هناك تباعد اجتماعي وألا تعقد تجمعات, وأن يعزل المريض مع

وجود نظام ترصد قوي.

 

وأوضحت أن هناك فترة انتقالية لانتشار الفيروس وبعد ذلك سيكون هناك فترة استدامة, وحتى لو حدث بعض الخمود,

والخمول للفيروس سيكون هناك موجات ثالثة, ولذا يجب أن يكون الاستثمار في الصحة العامة يمثل الأولوية للدول. وقالت إن

عودة الحياة الطبيعية يجب أن تكون بالتدريج, ويجب أن نأخذ إجراءات احترازية في حال العودة للحياة الطبيعية لضمان عدم

تفشي الفيروس, وأضافت أن العالم بعد كورونا غير العالم ما قبل الكورونا, ولذا يجب تخفيض الحميمية وطريقة الحياة

الاجتماعية, مؤكدة أن الحياة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية ستعود.

 

بدوره, أكد الأستاذ الدكتور علي حياصات وزير الصحة الأسبق بالأردن, أهمية تغيير ثقافتنا في الأكل والطعام, والمقاهي

والكافيهات وما إلى ذلك, وطالب بتوسيع عملية إعادة تأهيل المستشفيات, والاستثمار في الكادر الطبي.

 

وحذر الأستاذ الدكتور حمد المانع وزير الصحة الأسبق بالسعودية، من التخويف المبالغ فيه إعلاميا من مرض كورونا، قائلا “إن

الخوف يقلل المناعة ويحدث مشاكل نفسية”، وأكد أهمية التنسيق بين الدول العربية في هذه الأزمة، مشيرا إلى تشابه

الظروف بين الدول العربية، مما يؤكد أهمية تبادل الخبرات للتعامل مع الجائحة خاصة في ظل تداخل العلاقات بين الشعوب

والبلدان العربية..ونوه بأنه في العالم العربي بصفة عامة الوضع الصحي أفضل من الدول الأخرى.

Exit mobile version