بقلم الفلكي رضا العربي
يبدأ عداد العمر من لحظة الميلاد، مؤشر ساعة يتحرك على دائرة من العناصر الفلكية المختلفة، بروج وكواكب ونجوم ودرجات وإتصالات وإحداثيات، دائرة مقسمة إلى 12 قسم كل قسم تحدده أجرام فى السماء تسمى بروجا، ويدور كل قسم فى سنة ثم يدور فى شهر ثم يدور فى أيام و ساعات.
ترسم حركة الحياة وتصور أحوال الأرض و ما عليها فيما يسمى بالدنيا، وجميع هذه الأقسام محددة بحركة الشمس هى مقياسها و معيارها و ضابطها.
والسنة هى مقدار الزمن حتى تعود الشمس إلى نفس المكان الذى بدأت منه، ومكان الشمس تحدده درجة محددة، والشهر هو مقدار الزمن حتى تنتقل الشمس إلى نفس الدرجة فى المكان التالى، وعلى ذلك فطول السنين متغيرا وليس ثابتا، وكذلك أطوال الشهور.
وإنتقال الشمس من قسمة إلى قسمة أخرى تتغير جميع الأحوال، كل سنة و كل شهر و كل أيام محددة، وفى داخل كل قسمة يقع (نصيب) لك من الأحوال والأحداث والمعطيات .
وهذا (النصيب) هو ما يسمى فلكيا إتصالات و إحداثيات الكواكب والنجوم، وقديما قال العرب (القسمة والنصيب) خصوصا المصريين، وحتى الآن، وقد أطلقوا هذه العبارة (القسمة والنصيب) على كل حدث أو حال يجهلون سببه.
لكنهم علموا (عنوان) الحدث وعنوان الحال قسمة ونصيب، وكان المصدر هو الفلك والفلكيين من قديم الزمان، وهذا هو حال الدنيا والناس وكل الأشياء على الأرض «أقسام وأنصبة» تتوالى كل لحظة .
وأحوال جميع سكان الأرض موجودة مسبقا فى السماء كل شيئ، لذلك يمكن قراءتها لمن تعلم القراءة وأبجدية علم الفلك ومواقع النجوم.
نجاحك يأتى فى توقيت قسمة محددة، ونصيبك منها هو ما تحتويه هذه القسمة من أجرام، وفشلك أيضا وحزنك يأتى فى توقيت قسمة محددة مع نصيب لك منها حسب مواقع النجوم فيها، ومرضك وقوتك وسعادتك وزواجك وموتك ومركزك وعائلتك وحبك وغضبك وكل شأنك.
لكن كيف تقرأ، وأين تقرأ ، ومتى تقرأ . . !؟
أما “كيف” فارجع إلى كل ما كتبه الأقدمون ولا تخترع جديد من عندك . . فقط إفهم !!
وأما “أين” فابحث فى نفسك مع فلكك وطابق وقارن وتفكر حتى تجد مكانك.
و أما “متى” فوقت حظك بالتعلم والفهم وهو ليس طول الوقت . . !!
فإن كان “نصيبك” من “أقسام” فلكك أن تتعلم فسوف تتعلم وتعرف، وهكذا كل شأنك فى كل عمرك، ثم إعلم أنك لن تحيط بشيئ علما وفهما إلا أن يشاء الله خالقك وخالق النجوم والأفلاك، فهو القائل فى أعظم آياته (( ولا يحيطون بشيئ من علمه إلا بما شاء..)) صدق الله وحار الناس !! ولن تهتدى إلى درب العلم والمعرفة إلا أن يهديك الله إلى الطريق إلى طريقه.
وكل علم هو (هدى) من الله لكن ليس كل عالم يعترف بذلك !!، فكل علم يعرف أنه هدى من الله فسوف يذوق صاحبه حلاوة الإيمان وجمال نور العلم، وكل علم لم يعترف بهدى الله فهو شر نتائجة سوء وبلاء وخراب وجهل غرور ونكران.
فالعلم يؤل إلى إيمان، والإيمان ينبع من العلم إلا أن ينكره الناس ويكذبون بما شاهدوه !!، وفى كل لحظة سوف ترى الله من وراء الأسباب ومن خلف الحال والمال إذا شئت !!
إذا شاء الله . .