إسمك وعنوانك ماهو عنوانك فى الكون ؟ ،ماهو عنوانك الكونى وماهى ماهيتك الكونية ؟وأخر شيئ هو (ما إسمك) ؟ .
فلو تدرجنا من العام إلى الخاص سنكتشف لنا عنوان عام وعنوان خاص ،فأنت كائن بشرى موجود على الأرض التى هى كوكب بين الكواكب التى فى السماء .
ثم نتدرج إلى أقل عمومية فنقول أنك إنسان تعيش فى البلد الفلانى على سطح هذه الأرض ،ثم نتدرج أقل عمومية فنقول أنك فى هذا البلد فى المكان الفلانى و إبن فلان و فلان .
وهكذا حتى نصل إلى خصوصيتك أنت نفسك فنقول هذا إسمه (فلان) ،وهذا التدرج من العام إلى الخاص ومن فوق إلى تحت.
هو تدرج فى الأهمية ،فكونك إنسان تعيش على الأرض أهم من إسمك الخاص ،وكونك إنسان تعيش على الأرض أسبق من إطلاق إسم عليك ،فالإنسان و البشرية سابقة على جميع أسماء أفرادها .
فنحن بشر أولا ثم نحن أسماء معينة بعد ذلك وهذا النظام يعمل فى كل شيئ حولنا ،حتى فى العائلة الواحدة التى فيها أفراد كثيرة يلقبون جميعهم بلقب واحد ،هم حالة عامة تتفرع إلى حالات خاصة كثيرة التى هى أسماء أفرادها.
و فى البلاد و الدول و الشعوب و المجتمعات نجد نفس النظام حتى الكواكب فى مجموعتنا الشمسية تدور حول الشمس فهى جميعها منتسبة إليها وأسميناها المجموعة الشمسية ،فالشمس هنا هى العام و الكواكب هنا هى الخاص.
تماما مثل الألكترونات التى تدور حول النواة ألكترونات كثيرة و نواة واحدة وأفراد العائلة الواحدة يتحركون فى مجالها أو يبتعدون عنها ،فيتحول المبتعد إلى شيئ آخر غير الأصل الذى بدأ منه.
وغالبا يكون أقوى فالألكترون الذى ينفصل عن النواة ينتج عنه عنصرا آخر ،وله طاقة زائدة سمحت له بذلك الخروج فهو أقوى ، والإنسان فى حياته يحدث معه كل هذا ،فكأنه نجم يدور حول شئ.
ودورانه حول شيئ هو إنتماءه لمن حوله سواء عائلة أو عمل أو المجتمع نفسه أو البشرية جميعها ودورانه حول نفس هو شخصيته التى تشرق و تغرب بإستمرار.
ودوران الأرض أو الكواكب حول نفسها هو أمر متفرع من دورانها حول الشمس وعملية الدوران هى أصل كل شئ أصل كل الأشياء.
فشخصية الأرض هى دورانها حول نفسها وعمومية الأرض هى دورانها حول الشمس، وشخصية الأرض فى دورانها حول نفسها أسرع من دورانها حول الشمس .
فالشروق والغروب يحدثان كل يوم لكن الفصول تأتى كل عدة شهور ،وما بين الشروق والغرب أو الغروب والشروق تحدث أمورا كثيرة فرعية و تفصيلية على مدار اليوم.
وما بين الفصول ومراحل دوران الأرض حول الشمس تحدث أمورا أكثر أهمية و ليست كثيرة على مدار السنة ،وفى مراحل دوران الشمس حول المجرة تحدث أمورا أكثر أهمية و أكثر عمومية و قليلة جدا بل يمكن القول أنها نادرة لأنها تحدث على فترات متباعدة من السنين و العصور .
ثم أخبرنا العلماء حديثا أن المجرة هى أيضا تدور فحول أى شيئ تدور وإذا علمنا أنها فعلا تدور حول شيئ فما الذى يدور حوله هذا الشيئ؟.
طبعا سوف نتصاعد إلى أعلى ثم أعلى أبعد ثم أبعد وفى النهاية لن يكون هناك شيئ يدور حول شئ لن يكون هناك إلا الله .
واحد أحد ليس كمثله شيئ و لا يدور حول شيئ وكل شيئ خلقه الله جعل له شيئا آخر يدور حوله إلا هو الخالق الصانع الذى خلق كل الأشياء .
إن الدنيا تقوم على التقسيمات من الأعلى إلى الأسفل ومن الأكبر إلى الأصغر و من العام إلى الخاص ،فالسنة فروعها الأشهر و الأشهر فروعها الأيام ثم الساعات و الدقائق إلخ ولحظة الميلاد تأتى منها كل أيام حياتك كفروع لها.
ولحظة ميلادك نفسها تأتى كفرع من فروع أصل عائلتك او هى فرع من أصلين أب وأم مؤسسان للبداية وفى كل حياتك هناك شروق وغروب وظهر وليل.
وفى كل يوم يشرق عليك ماتدور أنت حوله ،علاقة بين دورانك حول نفسك و دورانك أنت حول شيئ آخر ،وهذا الشيئ الذى تدور حوله هو لحظة ميلادك ،لا فكاك لك منها فجاذبيتها لك حتمية.
وقوتك الطاردة المركزية مهما زادت قدراتها لا تحررك من الجاذبية وفى كل عمرك أنت تمر عليها يوما بيوم وساعة بساعة وسنة بسنة ،تمر على جميع نقاطها ولا يتعدى ذلك محيط دائرة أو نصف دائرة نصيب لك من التقسيمات و الأقسام و القسمة .
تقسيمات وتوقيتات تمر عليها طوال عمرك وكل جزأ فيها إسمه (القسمة) ويقول العامة من الناس (قسمة و نصيب) وهو قول صحيح لا يعلم أصله إلا القليل وإن كانت حياتك تشرق و تغرب كل يوم فإن عمرك كله شروق ثم غروب ،شروق ميلادك ثم غروب نهايتك.
ومن الشروق حتى الغروب يمكننا أن نقرأ المحطات والتنقلات و التغييرات و محتوى الدلالات وهى محطات حتمية نستطيع رصدها و حسابها بدقة ونستطيع تحديد شكلها ولونها و معناها قبل أن تأتى وقد لا نستطيع ،لأن البعض منها قد يأتى مفاجأة جديدة لم تحدث من قبل.
والبعض منها نعرفه و نستطيع وصفه و رسمه و تحديد ألوانه وعندما لا نستطيع فلأن علمنا ناقص وإذا إكتمل علمنا سنعرف كل شيئ قد يحدث هذا يوما ما.