أكدت تونس، عزمها الارتقاء بعلاقاتها التاريخية مع كافة دول القارة الإفريقية في جميع المجالات، تكريسًا
لعمقها الأفريقي ووعيًا منها بقدرة قارة أفريقيا على كسب رهانات التنمية وتحقيق الرقي والازدهار.
جاء ذلك في كلمة الدولة التونسية، اليوم الإثنين، خلال الجلسة العامة للدورة 33 لرؤساء دول وحكومات
الاتحاد الأفريقي المنعقدة في أديس أبابا، والتي ألقاها كاتب الدولة التونسي المكلف بتسيير وزارة الشؤون
الخارجية صبري باش طبجي.
وأضاف طبجي، أن انعقاد قمة الاتحاد الأفريقي هذه السنة تحت شعار “إسكات البنادق وخلق ظروف ملائمة
لتنمية أفريقيا”، يجسد وعي وحرص القادة الأفارقة على إحداث اختراق نوعي في الأزمات التي تعيشها عدد
من الدول الأفريقية والمتمثلة أساسًا في تواصل النزاعات المسلحة وانتشار بؤر التوتر بما يُمكّن من فض هذه
النزاعات واحتوائها في إطارٍ إفريقي – إفريقي يعتمد التوافق والتشاور وإيجاد الحلول السلمية.
وأشار إلى الأهمية التي توليها تونس لحل الأزمة الليبية، مؤكدًا أن “استمرار الصراع في هذا البلد الشقيق له
تداعيات وتأثيرات خطيرة على بلادنا وعلى كافة بلدان الجوار أمنيًا واقتصاديًا وإنسانيًا”.
وجدد ترحيب تونس بمخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا وتثمينها لجميع المبادرات الرامية إلى إنهاء الأزمة ومنها
الاجتماع الوزاري التشاوري لوزراء خارجية دول جوار ليبيا المنعقد بالجزائر يوم 23 يناير الماضي، وكذلك الاجتماع
الثامن للجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا المنعقد ببرازافيل يوم 30 يناير.
ودعا المسئول التونسي – وفقا لبيان صادر عن الخارجية التونسية – كافة الدول الأفريقية وسائر الشركاء الدوليين
إلى ضرورة توحيد جهودهم والعمل من أجل حمل الأطراف الليبية على التخلي عن الحلول العسكرية ونبذ التدخل
الخارجي والاتفاق على وقف إطلاق نار دائم يفسح المجال نحو استئناف العملية السياسية في ليبيا.
وأعربت تونس عن دعمها لجهود الاتحاد الأفريقي وكل الجهود الدولية الهادفة إلى تحقيق السلم والاستقرار في
دول ومناطق القارة، مؤكدة حرصها على أن تكون صوت أفريقيا في مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم للدفاع عن
مختلف قضايا القارة المطروحة في المجلس والعمل باتجاه تعزيز الحلول السلمية والدائمة لمختلف القضايا الدولية
العالقة وفقا لمقتضيات الشرعية الدولية والقانون الدولي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة.
