الأخبارتقارير وتحقيقاتمقالاتمنوعات

الفلكي رضا العربي يكتب.. فى نفوسنا أجزاء خافية

بقلم/ الفلكي رضا العربي

 

أجـزاء نفوســـــنا . . !؟

فى نفوسنا أجزاء خافية . . !!

أجزاء كامنة أو أجزاء متيقظة !!

وبمعنى آخر توجد فى نفوسنا أجزاء خافية عنا وأجزاء أخرى معروفة لنا وخافية عن الآخرين، ولكل (جزءا) منها وقت للظهور والخروج إلى الفعل.

وهذه الأجزاء الخافية عندما تظهر يحدث لنا تغيرا جوهريا.. لا يتوقعه الناس ولا يعرفه أحد وقد لا نتوقعه نحن أيضا، لكننا دائما نجمع فى دواخلنا هذا الكل من الأجزاء.

 

و هناك إشارة على هذا المعنى لكى نفهمه جيدا، فى حالة “جرائم القتل” فإن أغلب المجرمين لديهم “تحول فجائى” يؤدى إلى الجريمة وأغلبهم يقول بعد الجريمة: (لست أدرى كيف فعلت هذا)؟.

 

و كأنه فى حالة مفاجأة لنفسه من نفسه، ثم نجد شهادات ممن حوله و تعايشوا معه فترات طويلة يصفونه بدماثة الخلق والطيبة.

 

فسلوكه العام كان طيبا و طبيعيا فيه كل صفات الخير و السلام مع الغير، ثم أتى فجأة في وقت ما فعل فيه فعل آخر، فكان هذا (جزءً) من نفسه خافيا عليه و خافيا على غيره . . جزء (كامن) فيه !!

 

وهناك نوع آخر من (جرائم القتل) يكون فاعلها مناسبا و متوافقا مع (الجريمة)، ويكون سلوكه طول الوقت كأنه مقدمة طبيعية و متدرجة لفعل (جريمة قتل).

 

فهذه كلها (أجزاء) من نفوسنا سواء كانت (ظاهرة) لنا أو (كامنة) فينا، ولا يحدث ذلك فى الجرائم فقط . . بل يحدث فى حياتنا كلها.

 

موضوع الجرائم للتوضيح فقط

فقد يكون (الفاشل) الآن حاملا لـ (نجاح) فى وقت آخر، وقد يكون (السعيد) الآن حاملا لـ (حزن) لاحقا، لأن جميع (مكنونات) نفوسنا لا تخرج دفعة واحدة، ولا تخرج طول الوقت، بل كل (جزءً) منها له وقت !!

 

و قد يكون بعضها مخالف ومفاجئ لطبيعتنا و توقعنا، وعندما يمر العمر و تمر السنين سوف نعرف ما حدث، وسوف نعرف من كنا؟ على حقيقة الأمر، وكل جزأ من نفوسنا نعيشه عندما يحين وقته، نعيشه كأنه هو نحن فعلا !! مع أنه مخالف لما كنا عليه.

فنحن نرى مثلا؛ كاتبا مرموقا ومشهورا ومعروفا ثم فجأة يدخل السجن سنين كثيرة، فكونه (كاتبا) هذا جزأ من طبيعته، وكونه (مسجونا) هذا أيضا جزأ من طبيعته و حياته.

هذه هى (أجزاء) نفوسنا و(أجزاء) حياتنا، أجزاء حرة وسعيدة وأجزاء مقيدة وحزينة، أجزاء طيبة وأجزاء سيئة، وكل ذلك كان هو (نحن).

 

ولا يمكن لنا إزالة الكواكب (زحل والمريخ والزهرة وعطارد والمشترى) ولا الشمس ولا القمر . . ولاغيرهم من كل كائنات الفضاء والسماء.

 

وفترات حياتنا مرتبطة بهم إرتباطا وثيقا، سواء علمنا أم مازلنا نتعلم، لكننا نستطيع أن نقرأها جيدا قبل أن تسرى جميعها فينا، فهناك دائما (إمكانية قراءة) . . إسمها علم الفلك الأسترولوجى.

 

لكن . . ما جدوى ذلك !؟

 

إنها المعرفة.. معرفة أنفسنا ومعرفة ما يحيط بنا ويفعل فينا، والتعرف أكثر على من خلقنا، من صنع كل هذا، فالمعرفة هنا ستقودنا إلى (إيمان) أكثر . . حتى لو لم يعجبنا الأمر.

 

وكل معرفة تقودنا إلى (إيمان) هى معرفة فيها خير كثير لنا ولغيرنا، وكل معرفة لا تقودنا إلى (إيمان) فهى معرفة يملأها شر كثير لنا ولغيرنا، وفى هذه المعرفة سنعرف أنفسنا أكثر، وتكون سببا مباشرا لهدوءنا وسلامنا.

 

من هذه المعرفة سنعرف أبناءنا وأحبابنا و أهلينا و كل من نتعامل معهم أفضل، ومن هذه المعرفة (سنعذر) الناس و نرحم الناس ونحب الناس أكثر، فالجميع يسكن تحت السماء و فوق الأرض . . لا إستثناء لأحد.

 

أما (العقل) فإنه سيعيد النظر فى كل أمورنا و كل أحوالنا، وربما يتغير كل شيئ بعد (إعادة النظر)، وقد يكون ذلك هو زماننا القادم، التالى ..

 

بعد حين . . 

الوسوم

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock