الأخبارالتعليمالمجتمع والناس

استاذ بجامعة بنها: التحرش الجنسي في مصر لم يصل لحد الظاهرة طبقًا للمعدلات العالمية

اكد الدكتور حسام النحاس أستاذ الإعلام بكلية الآداب بجامعة بنها وخبير مواقع التواصل الإجتماعى، ان التحرش الجنسى بالأطفال من أخطر الجرائم التى تواجه المجتمع ويجب التعامل معها بعناية خاصة وبإجراءات محكمة سواء من الناحية القانونية والتشريعية والنفسية والمجتمعية والإعلامية لتفادى أثرها.

حيث يتعرض الأطفال المعتدى عليهم لتأثيرات وأذى كبير من الناحية الجسدية والنفسية والعاطفية وتصيبهم بالإضطراب الجنسى والنفسى والسلوكى ويستمر أثرها على المدى الطويل ؛ خاصة ان معظم المتحرشين بالأطفال يقعون فى دائرة المعارف والأصدقاء والجيران وأفراد العائلة ثم فئة الغرباء فى المرتبة التالية وتحدث أغلب الحالات بالمقاهى ومراكز التسوق ووسائل النقل العامة والمدارس والأندية الرياضية وأماكن تجمع الأطفال أثناء ممارستهم أنشطتهم اليومية المعتادة .

كما يتعرض غالبية الأطفال للتهديد لعدم إبلاغ الأسرة وفى حالة إبلاغ الأسرة يخشى الآباء والأمهات من إبلاغ الجهات الرسمية المختصة خوفا من الفضيحة أو لعدم تمكنهم من إثبات صحة الواقعة .

مضيفا بقوله : ومع تطور وسائل ومنصات التواصل الإجتماعى أصبح من السهل إثبات الواقعة حيث لا يحتاج الأمر سوى تصوير الواقعة بكاميرا موبايل ونشرها على تلك المنصات إلا أنه ينبغى التعامل بحذر وحيطة كاملة مع تلك الوقائع الموجودة على مواقع التواصل الإجتماعى والتأكد من صدقها ودقتها بكافة الطرق والوسائل خوفا من إستخدامها لإستهداف شخصيات بعينها أو عمليات الإنتقام والإساءة لبعض الأشخاص دون دليل وهو الأمر الذى يقع تحت مسئولية الأجهزة والجهات المختصة والمنوط بها إثبات صحة الواقعة من عدمه .

واضاف قائلا : أما عن طرق المواجهة فالأمر يحتاج إلى وضع برامج متكاملة لمنع العنف والتحرش الجنسى بحق الأطفال ومساعدة الأشخاص الذين تعرضوا له وفقا لمنهج علمى ونفسى محدد ودقيق ؛ إضافة إلى دور الأسرة والرقابة الأسرية وهو أمر هام جدا حيث يجب على الأسرة توعية الطفل بحرمة جسده وعدم التعرض له بأى شكل من أى شخص أيا كان والتحذير من الألعاب الإلكترونية التى تحمل إيحاءات جنسية صريحة أو بشكل غير مباشر ، كما يجب القيام ببرامج للتوعية عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الإجتماعى الأكثر إنتشارا وتأثيرا على الأطفال ويشارك فيها المجلس القومى للأمومة والطفولة وكافة الخبراء والمختصين .

وأقترح الدكتور حسام النحاس تخصيص خط ساخن لحالات التحرش والإعتداء الجنسى الطارئة التى يتعرض لها الأطفال مع التأكيد على ضرورة الإبلاغ من جانب الأسرة فورا ودون تردد حفاظا على حقوق أطفالهم ؛ أما من الناحية القانونية فرغم أن القانون صارم تجاه حالات الإغتصاب والإعتداء الجنسى بالقوة على الأطفال والتى تصل العقوبة فيها للسجن المؤبد إلا أن العقوبات فيما يخص التحرش الجنسى بالأطفال لا تزال غير رادعة وعلى ذلك فالأمر يحتاج إلى تدخل وتعديل تشريعى من قبل مجلس النواب لتغليظ العقوبة حتى تحقق مبدأ الردع العام من جهة ولتشجيع الحالات على الإبلاغ والتعامل مع الأمر بشكل قانونى من خلال الجهات المختصة من ناحية أخرى .

وفى النهاية ينبغى التأكيد على أنه ورغم التركيز الشديد على تلك الوقائع من خلال بعض وسائل الإعلام ومواقع ومنصات التواصل الإجتماعى فى الفترة الأخيرة إلا أن الأمر فى مصر لم يصل لحد الظاهرة طبقا للمعدلات العالمية وتبقى الحالات المعلن عنها حالات فردية ينبغى التعامل معها بكل حزم منعا لتكرارها .

الوسوم

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock