فن وثقافةمنوعات

خارج دائرة النسيان

بقلم : محمد صبري

ثمن عمري هو حلمي … عفوا ليس بالضرورة أن ننساهم ما دمنا لا نملك القدرة على نسيانهم، لكننا بالتأكيد

نملك قدرة المحاولة على نسيانهم إذا فلنحاول التناسي … للأسف هي تمثيلية غبية نمارسها علي الآخرين

كي نثبت أننا الأقوى والأقدر على النسيان، إنها تجربة بطيئة ومملة من أجل اختراع النسيان لكنها في معظم

الأحيان تنجح لا بأس، لنتألم قليلا عند الفراق أو حتى كثيرا ، ولنصرخ بصوت مرتفع ولكن …. لماذا لا نعتبر هذه

الصرخة هي صرخة الميلاد و نحاول استقبال الحياة من جديد ؟! حين تغيب شمس أحلامكم لا تنتظروا شروق

شمس جديدة فقد تتأخر عليكم كثيراً ، وحاولوا أنتم أن تبحثوا عنها خلف غيوم الأيام كي لا تضيع سنواتكم في

ظلمة الانتظار ! .. لسبب ما خسرناهم ورحلوا عنا فأظلمت الدنيا في اعين قلوبنا .. وضاق الوجود بنا ، ونعلم

جيداً أنهم لم يعودوا يوما ،إذا فلنحاول أن نضيء النور مرة أخرى؟ وإن كان هذا الطريق يذكرنا بهم فهل نهجر

الطريق الذي شهد يوما فرحة لقاءنا بهم؟ أم نزرع في الطريق وردة صفاء بيضاء ونقول له بامتنان شكراً أيها

الطريق ؟.. ترى هل حاول أحدكم وهو عائد إلى نفسه بعد أن شيع جثمان حلم من أحلامه الجميلة أن يمسح

دموع قلبه ويقبل رأسه في المرآة ويقدم لنفسه وردة بيضاء ويردد بينه وبين نفسه ( اللهم أجرني في

مصيبتي واخلفني خيراً منها )، .. فإذا كسرتك الأيام يوماً فحاول أن ترمم نفسك بنفسك ولا تمنع نفسك من

البكاء عند إحساسك برغبة البكاء ، فقدرتك على البكاء نعمة يحسدك عليها أولئك الذين تبكيهم ولا يشعرون،،

عند الألم نطرق كل أبواب النسيان فالبعض يبكي كي ينسى والبعض الآخر يضحك كي ينسى، والبعض ينام

والبعض يتحدث بصوت مرتفع والبعض يصمت والبعض يخون كي ينسى وهو أسوأ أنواع الحالات لأنه بداية الألم

وليس نهايته !!!! .. تذكروهم بدفء وحميمة ولا تحصوا وجوههم كما يحصي البخيل دنانيره ودراهمه كي لا

تصابوا بالإحباط عند اكتشاف إفلاس قلوبكم من تلك الوجوه و حاولوا أن ترسموا وجوههم في دفاتركم

كالحكايات الجميلة واسردوها على قلوبكم قبل النوم .. فإذا كان ماضيك أسود أو مؤلماً فحاول أن تحذفه من

تاريخك نهائياً وتنكر له قدر استطاعتك وعش بلا ماض ولا تنصت لمن يقول أن من ليس له ماضي ليس له حاضر

فـ الحاضر والمستقبل يكونان أجمل، لو أنك تخلصت من ماض سيئ … لا تتحسس رأسك حين يذكر الحزن

أمامك وتظن أنك وحدك .

المقصود بالحديث أن غيرك كثير ولو لمحت مساحة الحزن والألم في داخلهم لأيقنت أنك أفضلهم وأتفههم الماً

…، اخلعوا الأقنعة جميعها فلم نعد في حاجة إلى قناع يستر أحزاننا وجروحنا ولنواجه العالم بوجهنا الحقيقي

ليس المستتر فلقد جئنا من حيث لا ندري وعدنا لكي نعلم لماذا اتينا .. ذكريات محفوفة بالأمل والرغبة في غد

أفضل .. نتهامس احياناً كيف انتهت الامور بنا إلي هذا الوضع .

الوسوم

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock