الأخبارمقالات

الفيروس الأكثر خطرا من فيروس كورونا

بقلم : إيمان السيد

جائحة فيروس كورونا التي اصابت اكثر من 8مليون شخص حول العالم خلال عدة أشهر فقط أصبح العالم موبوء يصارع المرض.

سمعنا صراخ المصابين ورأينا الخوف في أعين الذين لم يصابوا، المستشفيات امتلئت والشوارع سادها حالة
من الحزن والهجر،فلا تخلوا منطقة من مصابين ولا يخلوا بيتا من الخوف.

الخوف من الموت يولد شعور بالذنب تجاه شخص ما أو فعل ماضي،في بداية الفيروس الجميع يسرع مهرولا الي
الصلاة ومن يدعوا ان يغفر له الله،شاهدنا حتي من يكتب وصيته وكأن الموت يأتي فقط مع الفيروس وكأنك يا ابن
أدم قبل الفيروس كنت تضمن ان الموت لن يدق بابك.

وماذا بعد ان مرت فترة مع هذا الفيروس؟ الذي لم يصاب حتي الأن شعر فجأة بالطمأنينة فـعاد يفعل مثل سابق
ويواصل مسيرته من التنمر والفساد والأذي.

أما من أصابه المرض وتعافي منه أصبح يتاجر بمعافاته، نجاه الله من الموت لكنه لم يشاء ان يتبرع بشئ لن يكلفه
صحة أو مال، كيف لشخص شاهد الموت بعينيه يرفض ان ينقذ شخصا أخر؟؟

هذا الفيروس نقمة ونعمة في آن واحد،نقمة لانه لا يرحم أحد ويسرق منا أرواحا كثيرة،ونعمة لأنه كشف لنا معدن
كل انسان،كل شخص كشف عن ذاته وحقيقة معدنه عرفنا الخير فينا أم الشر.

الأن عرفنا أن الخطر والفيروس الحقيقي الذي يهدد عالمنا هو فيروس “إنعدام الإنسانية” .

فيروس كورونا سيمضي اليوم أو الغد لن يستمر، أما فيروس “إنعدام الإنسانية” هو الفيروس الذي يجب أن يخاف منه الجميع حتي نصل لمرحلة أن يحاسب كل شخص نفسه يوميا علي تصرفاته وأفعاله هل أذي أو أساء لشخص أو لذاته
أم لا.

لا تستهينوا بإنعدام الإنسانية والرحمه فهي اللعنة الكبري التي تستطيع تدمير الكوكب بأكمله،أسألوا أنفسكم كل يوم وحاسبوها لعل وعسى يكون لقاء رب العالمين قريب جدا ونحن في توهة منشغلين عن ذلك.

إن تعافينا من مرض إنعدام الإنسانية سنستطيع التغلب علي أي جائحة أخري سنصل حتي إلي أن ينام الفرد تارك باب بيته مفتوحاً مطمأنا أن لن يؤذيه أحد .

عش كل لحظه وكأنها أخر لحظه فأنت لا تعلم متي يكون لقائك بالذي خلقنا وأبدع في صورتنا،إفعل الخير لأخر لحظه حتي إن جاءك القدر وتوفيت يكون أخر ما فعلته كان خير.

قال الله عزّ وجلّ : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ )

 

الوسوم

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock