صحافة المواطنمقالات

نحن ندمر ويتم تخريب مجتمعنا المصري تحت بصر الحكومة

بقلم/ هشام هزت مشحوت طاجن

بقلم / هشام عزت مشحوت طاجن

نحن ندمر ويتم تخريب مجتمعنا المصري تحت بصر الحكومة المنومه بالظروف الاقتصادية والاجتماعية والطموحات والأحلام الوردية
أن أعلى درجات فنون الحرب لن تأتي بالقتال ولكنها تأتي بـالتخريب” ولكن كيف يتم ذلك وماهى خطوات ومراحل التخريب وما هى الأركان التي يتم تخريبها داخل الدولة المصرية لتدميرها ؟ تلك أسئلة هامة لابد من محاولة الإجابة عليها خاصتا أن وطننا الحبيب مصر مستهدف لتركيعة واستعمارة.

إن المجتمع المصري هو مجتمع متماسك فلا يوجد فرق بين المسلم والمسيحي ولا يوجد في مصر اختلاف مذهبي أو إثني الذى بالطبع يمكن ان يكون اداة لتمزيق اي مجتمع كما تابعنا الوضع في العراق وسوريا، واليمن، وإدخالهم في صراعات واقتتال داخلي لا يعرف احد حتي هذه اللحظة مداه ، أو متي سينتهي ومن سينتصر وهل ستعود الدول الي ما كانت عليه أم سيتم تقسيمها، وبما أن مصر كانت عصية علي كل من راهن علي انهيارها لتماسك جبهتها الداخلية، فيتم الآن بث السموم والفرقة ومحاولة تدمير مواطن التماسك بالمجتمع المصري وأيضا خلق فوضى مجتمعية بتغييب الوعي المجتمعي وقتله عن طريق تخريب وتدمير كل وسائل بنائه من اعلام وتعليم والمؤسسات الدينية من خلال وسائل عده فى محاولة لتدمير الدولة ذاتيا من الداخل ولكن كيف يتم ذلك؟.

قبل قرابة 2500 سنة، وضع أحد أعظم استراتيجيي الحروب في التاريخ البشري، وهو الجنرال الصيني سن تزو، كتابه (فن الحرب)، الذي ضمّنه خلاصة تجاربه وخبراته العسكرية والسياسية، وفي هذا الكتاب يؤكد سن تزو، أنّ أفضل طريقة لتدمير عدوّك، هي بإفساد كل ما يُمثّل قيمة له وتخريبه وألا يُترَك له الجو ليعيش كما يريد، وأن يُلبّس عليه قدر الإمكان، حتى لا تبدو الأمور كما هي ومن هنا فإن كلمة السر لإنهيار المجتمعات هى تخريب أي شيء له قيمة لدي مجتمع دولة ما مثل: تخريب العقل، إفساد الضمائر، إضاعة الوقت، إهدار معنى وقيمة الدين وأهمية التمسك به، زعزعة المباديء والأخلاقيات الموروثة.. كله هذا وغيره يجعل المجتمع فى حالة عدم إتزان فكرى ونفسي يجعله لا يرى عدوه من الأساس ويتعامل معه من منطلق الشراكة والتعاون والصداقة مثلما يحدث الآن بالتعاون والتنسيق المصري الأمريكي والأوروبي بالرغم أنهم أعدائنا ولهم هدف يصبون الوصول إليه هو تدميرنا داخليا حتى يسهل عليهم أسر تلك الامه بأكملها وإسقاطها دون إطلاق رصاصة واحدة لان القتال فى أرض المعركة يأتي بنتائج عكسية وهمجية وغير فعاله
ويقول العميل السري السوفييتي المنشق، يوري بيزمينوف، إنّ زمن الحروب العسكرية لإخضاع الدول، قد انتهى كأولوية، فالانتصار الآن يتم تحقيقه من خلال أربع مراحل لتمزيق أي بلدٍ، تبدأ بأهم مرحلة، وهي «إسقاط الأخلاق» Demoralization، وهي مرحلة تحتاج من 15 إلى 20 سنة، لتدمير منظومة الأخلاق والقيم لدى المجتمع المستهدَف، لماذا هذه المدة الزمنية تحديداً؟، لأنها المدة الكافية لتنشئة وتعليم جيل واحد من الصغار على «القيم» البديلة، والأخلاقيات المبتذلة، التي يراد ترسيخها في المجتمع، وتفصيل الرؤية والعقيدة والشخصية المطلوبة، والتي من شأنها نسف المجتمع ومحو هويّته بمرور الأيام. ويتم هذا الهدف، من خلال تدمير الدين بالسخرية منه ومِن رجاله، وتهويل المآخذ عليه، وتلميع من يهاجمونه، ووصفهم بالمفكّرين، واستبداله بالعقائد الباطنية المنحرفة، التي يتم تسويقها على أنها أكثر «إلهاماً» للناس، مهما كانت ساذجة أو بدائية أو متناقضة، وتمجيد أصحابها، وإبرازهم كرموز للرأي الحر والفكر المختلف، بالإضافة إلى استبدال المؤسسات الدينية المحترمة، بمنظمات وهمية تسهم في صرف انتباه الناس عن الإيمان الحقيقي، وجذبهم لأنواع العقائد الدخيلة.والغريبه علينا مثلما يحدث الآن بالاعلام المصري والبرامج التليفزيونية المصرية ومن تهميش دور الأزهر الشريف وابعادة عن المشاركة في معالجة القضايا المجتمعية المطروحة وأيضا عن طريق إطلاق عنان مواقع التواصل الاجتماعي دون رقابة على ما تبثة من سموم تضرب قيمنا وعقائدنا الدينية والأخلاقية فى الصميم
وتكتمل هذه الخطوة بإفساد التعليم، من خلال صرف الناس عن تعلّم أي شيء بنّاء وواقعي وفعال، والعبث بالنسق الاجتماعي، بخلق منظمات وهمية، تهدف لنزع الإحساس بالمسؤولية لدى المجتمع، وإضعاف الحس الوطني والولاء للبلد وحكومته، وفي الغالب، يتم ذلك بواسطة دعم رموز إعلامية لم تكن معروفة سابقاً، ولا تحظى بقبول الناس، لكنها وَجَدت دعماً غير معلوم، وأصبحت ذات تأثير كبير في الحياة الاجتماعية، بطريقة تتفق مع من يحرك الخيوط سراً! وهذا يحدث الآن بمصر ولكن بصورة بشعة ومخيفة فالمؤسسات التعليمية أصبحت متوقفة تماما يمارس بداخلها كل أنواع الفساد والمحسوبية والمجاملات من تعيين ضعاف الكفاءة المهنية فى المناصب القيادية وأيضا تزوير النتائج وانتشار الغش وتسريب الامتحانات مما قتل التفوق الدراسي لدى الكثير واعطاء فرصة للفاسدين من الطلاب أخذ مكان المتفوقين وأيضا تم إبراز قدوات من الفن والرياضة للطلاب عن طريق الأموال التى يتقاضونها
وتلك المرحلة الهدف التأثير أو بمعني آخر التخلخل والزعزعة، على مستوى مختلف المجالات التى يتشكل أو يصاغ بها الرأى العام مثل الدين والنظام التعليمى والحياة الإجتماعية والإدارة ونظام تطبيق القانون ونقابات العمل وعلاقات أصحاب العمل والمنظور الإقتصادى. ونحن وإذا نظرنا بواقعية داخل مجتمعنا المصري نجد ان الدين والتعليم والحياة الإجتماعية وهيكل السلطة ونقابات العمل والقانون والنظام.. تلك هذه هى المجالات التى يطبق فيها التخريب.. فماذا يعنى هذا بالتحديد: فى حالة الدين يتم الآن تدميره، بالسخرية منه والعمل على إستبدله بمختلف الطوائف والعبادات والمعتقدات التى تجعل الناس ترى ان هذا الدين ساذج، بدائي، وغير مهم.. طالما أنهم فى الأساس قبلوا بتآكل العقيدة الدينية لديهم ببطئ لتأخذهم بعيداً عن الهدف الأساسى للدين وهو أن يبقى الناس على إتصال بخالق أعلى وهذا يخدم الغرض، وبعدها يتم إستبدال المنظمات الدينية المقبولة والمحترمة بمنظمات وهمية لا تمت للدين بصلة وتصرف إنتباه الشعب من الإيمان الحقيقي وتطرفهم إلى أنواع الديانات المختلفة المتطرفة. أما في التعليم: فقم بإبعاد الناس عن تعلم الأشياء الهادفة ذات القيمة البناءة، لتكون بديلة عن الرياضيات والفيزياء واللغات الأجنبية والكيمياء، وأبدأ في تعليمهم تاريخ حرب المدن والإقتصاد المنزلى أو أى شى تافة لطالما أنه يأخذهم بعيداً. وكذلك فى الحياة الإجتماعية: إستبدل المنشآت والمنظمات التى أوجدتها التقاليد بمنظمات وهمية، إنتزع المبادرة من الشعب، إنزع منهم القدرة على تحمل المسئولية من الروابط التى أُسست على الوطنية بين الأفراد ومجموعة من الأفراد وفى المجتمع عامة وإستبدله ببيبروقراطية مصطنعة تتحكم حتى فى أجسادهم.أربعة مراحل تخريب يجب أن
المرحلة الثانية، هي «زعزعة الاستقرار»، وتأخذ من سنتين لخمس سنوات، ويتم ذلك بإذكاء النعرات الطائفية والعصبيات في المجتمع المتماسك لتمزيقه، وتقديم قدوات زائفة، لتسطيح الفكر المجتمعي، ونقل المجتمع من التركيز على المهمات، إلى البحث عن بطريقةسفاسف الأمور، والجري وراء الموضة والملذات، وفقدان الحس بأهمية احترام الوطن وأُسسه ورموزه، في هذه الخطوة، يتم البحث عن الخونة المندسين، عن أصحاب الأجندات المريبة والمطامع الشخصية، عن أتباع العقائد المناقضة والمنافرة لعقيدة البلد، وغير المتعايشة معها، عن عملاء دول معادية، يمكن شراؤهم وتجنيدهم، ثم دعم الجميع غير ملحوظة، لجر البلد إلى المرحلة الثالثة، وهي مرحلة الأزمة، التي تستمر من شهرين إلى ستة أشهر، تنتج عنها فوضى سياسية وانفلات أمني، ودخول البلد لنفق مظلم، أو حرب أهلية، تؤدي للمرحلة الرابعة، بتقديم شخصيات مُلمَّعَة تتصدر المشهد السياسي، وتدين بالولاء للعدو!
يقول يوري بيزمينوف: «إن أقوى علاج لهذا السيناريو، يبدأ بإيقاف أخطر خطوة، وهي الأولى «إفساد الأخلاق»، وذلك لا يتم بطرد العملاء الأجانب، أو إضاعة الجهد والوقت والمال للبحث عمّن يحرك خيوط اللعبة، ولكن أنجح وأنجع حل لإفشال الخطوة الأولى، هو بـ «إعادة المجتمع للدين»، لأنّ الدين هو ما يحكم علاقات المجتمع، ويجعله يتناغم بطريقة سلسلة، ويحفظ تماسكه، حتى في أكثر الأيام سواد

الوسوم

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock